Rabu, 18 Mei 2011

كتاب التفسير (2

[4375]
148 - باب: تفسير سورة {براءة} [التوبة].
{وليجة} /16/: كل شيء أدخلته في شيء. {الشقة} /42/: السفر. الخبال الفساد، والخبال الموت. {ولا تفتني} /49/: لا توبخني. {كرها} و{كرها} /53/: واحد. {مدخلا} /57/: يدخلون فيه. {يجمحون} /57/: يسرعون. {والمؤتفكات} /70/: ائتفكت انقلبت بها الأرض. {أهوى} /النجم: 53/: ألقاه في هوة. {عدن} /72/: خلد، عدنت بأرض أي أقمت، ومنه: معدن، ويقال: في معدن صدق، في منبت صدق. {الخوالف} /93/: الخالف الذي خلفني فقعد بعدي، ومنه: يخلفه في الغابرين، ويجوز أن يكون النساء، من الخالفة، وإن كان جمع الذكور، فإنه لم يوجد على تقدير جمعه إلا حرفان: فارس وفوارس، وهالك وهوالك. {الخيرات} /88/: واحدها خيرة، وهي الفواضل. {مرجون} /106/: مؤخرون. الشفا: الشفير، وهو حده، والجرف ما تجرف من السيول والأودية. {هار} /109/: هائر، يقال: تهورت البئر إذا انهدمت، وانهار مثله. {لأواه} /114/: شفقا وفرقا. وقال الشاعر:
إذا ما قمت أرحلها بليل *** تأوه آهة الرجل الحزين
149 - باب: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين} /1/.
{أذان} /3/: إعلام. وقال ابن عباس: {أذن} /61/: يصدق. {تطهرهم وتزكيهم بها} /103/: ونحوها كثير، والزكاة: الطاعة والإخلاص. {لا
يؤتون الزكاة} /فصلت: 7/: لا يشهدون أن لا إله إلا الله. {يضاهون} /30/: يشبهون.

4377 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن أبي إسحق قال: سمعت البراء رضي الله عنه يقول: آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}. وآخر سورة نزلت براءة.
[4106]
150 - باب: قوله: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين} /2/.
سيحوا: سيروا.

4378 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب. وأخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
بعثني أبو بكر في تلك الحجة، في مؤذنين بعثهم يوم النحر، يؤذنون بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي ابن أبي طالب، وأمره أن يؤذن ببراءة.
قال أبو هريرة: فأذن معنا علي يوم النحر في أهل منى ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
[362]
151 - باب: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم} /3/.
آذنهم: أعلمهم.
4379 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني عقيل قال ابن شهاب: فأخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال:
بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين، بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
قال حميد: ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب، فأمره أن يؤذن ببراءة.
قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
[362]
152 - باب: {إلا الذين عاهدتم من المشركين} /4/.
4380 - حدثنا إسحاق: حدثقنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب: أن حميد بن عبد الرحمن أخبره: أن أبا هريرة أخبره:
أن أبا بكر رضي الله عنه بعثه، في الحجة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع، في رهط، يؤذن في الناس: أن لا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
فكان حميد يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر، من أجل حديث أبي هريرة.
[362]
153 - باب: {فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم} /12/.

4381 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا إسماعيل: حدثنا زيد ابن وهب قال:
كنا عند حذيفة فقال: ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة، ولا من المنافقين إلا أربعة. فقال أعرابي: إنكم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم تخبروننا فلا ندري، فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا، ويسرقون أعلاقنا؟ قال: أولئك الفساق، أجل، لم يبق منهم إلا أربعة، أحدهم شيخ كبير، لو شرب الماء البارد لما وجد برده.
154 - باب: قوله: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم} /34/.
4382 - حدثنا الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد: أن عبد الرحمن الأعرج حدثه أنه قال: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه:
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع).
[1338]
4383 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن حصين، عن زيد بن وهب قال:
مررت على أبي ذر بالربذة، فقلت: ما أنزلك بهذه الأرض؟ قال: كنا بالشأم، فقرأت: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم}. قال معاوية: ما هذه فينا، ما هذه إلا في أهل الكتاب، قال: قلت: إنها لفينا وفيهم.
[1341]
155 - باب: قوله: {يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} /35/.

4384 - وقال أحمد بن شبيب بن سعيد: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن خالد بن أسلم قال:
خرجنا مع عبد الله بن عمر فقال: هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال.
[1339]
156 - باب: قوله: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم} /36/.
القيم: هو القائم.
4385 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان).
[67]
157 - باب: قوله: {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} /40/.
أي ناصرنا. السكينة: فعيلة من السكون.
4386 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا حبان: حدثنا همام: حدثنا ثابت: حدثنا أنس قال: حدثني أبو بكر رضي الله عنه قال:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرأيت آثار المشركين، قلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا، قال: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما).
[3453]
4387/4389 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير: قلت: أبوه الزبير، وأمه أسماء، وخالته عائشة، وجده أبو بكر، وجدته صفية.
فقلت لسفيان: إسناده؟ فقال: حدثنا، فشغله إنسان، ولم يقل: ابن جريج.
(4388) - حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثني يحيى بن معين: حدثنا حجاج: قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة:
وكان بينهما شيء، فغدوت على ابن عباس، فقلت: أتريد أن تقاتل ابن الزبير، فتحل حرم الله؟ فقال: معاذ الله، إن الله كتب ابن الزبير وبني أمية محلين، وإني والله لا أحله أبدا. قال: قال الناس: بايع لابن الزبير، فقلت: وأين بهذا الأمر عنه، أما أبوه: فحواري النبي صلى الله عليه وسلم، يريد الزبير، وأما جده: فصاحب الغار، يريد أبا بكر، وأما أمه: فذات النطاق، يريد أسماء، وأما خالته: فأم المؤمنين، يريد عائشة، وأما عمته: فزوج النبي صلى الله عليه وسلم، يريد خديجة، وأما عمة النبي صلى الله عليه وسلم فجدته، يريد صفية، ثم عفيف في الإسلام، قارئ للقرآن، والله إن وصلوني وصلوني من قريب، وإن ربوني ربني أكفاء كرام، فآثر التويتات والأسامات والحميدات، يريد أبطنا من بني أسد: بني تويت وبني أسامة وبني أسد، إن ابن أبي العاص برز يمشي القدمية، يعني عبد الملك بن مروان، وإنه لوى ذنبه، يعني ابن الزبير.
(4389) - حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: دخلنا على ابن عباس فقال:
ألا تعجبون لابن الزبير، قام في أمره هذا، فقلت: لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها لأبي بكر ولا لعمر، ولهما كان أولى بكل خير منه، وقلت: ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وابن الزبير، وابن أبي بكر، وابن أخي خديجة، وابن أخت عائشة، فإذا هو يتعلى عني ولا يريد ذلك، فقلت: ما كنت أظن أني أعرض هذا من نفسي فيدعه، وما أراه يريد خيرا، وإن كان لابد، لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم.
158 - باب: {والمؤلفة قلوبهم} /60/.
قال مجاهد: يتألفهم بالعطية.
4390 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
بعث إلي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فقسمه بين أربعة وقال: (أتألفهم). فقال رجل: ما عدلت، فقال: (يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين).
[4094]
159 - باب: قوله: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين} /79/.
يلمزون: يعيبون. و{جهدهم} /79/ وجهدهم: طاقتهم.
4391 - حدثني بشر بن خالد، أبو محمد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن أبي مسعود قال:
لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رئاء، فنزلت: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم}. الآية.
[1349]
4392 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم زائدة، عن سليمان، عن شقيق، عن أبي مسعود الأنصاري قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة، فيحتال أحدنا حتى يجيء بالمد، وإن لأحدهم اليوم مائة ألف. كأنه يعرض بنفسه.
[1350]
160 - باب: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} /80/.
4393 - حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
لما توفي عبد الله، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله تصلي عليه، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما خيرني الله فقال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة}. وسأزيده على السبعين). قال: أنه منافق، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}.
[1210]
4394 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل. وقال غيره: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:
لما مات عبد الله بن أبي سلول، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، أتصلي على ابن أبي، وقد قال يوم كذا: كذا وكذا، قال: أعدد عليه قوله، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (أخر
عني يا عمر). فلما أكثرت عليه، قال: (إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها). قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا، حتى نزلت الآيتان من براءة: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا - إلى قوله - وهم فاسقون}. قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم.
[1300]
161 - باب: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره} /84/.
4395 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:
لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه قميصه، وأمره أن يكفنه فيه، ثم قام يصلي عليه، فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه، فقال: تصلي عليه وهو منافق، وقد نهاك الله أن تستغفر لهم، قال: (إنما خيرني الله - أو أخبرني - فقال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}. فقال: سأزيده على سبعين). قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا معه، ثم أنزل الله عليه: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}.
[1210]
162 - باب: قوله: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون} /95/.

4396 - حدثنا يحيى: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله: أن عبد الله بن كعب بن مالك قال:
سمعت كعب بن مالك، حين تخلف عن تبوك: والله ما أنعم الله علي من نعمة، بعد إذ هداني، أعظم من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا حين أنزل الوحي: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم - إلى - الفاسقين}.
[2606]
163 - باب: قوله: {يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم}. إلى قوله: {الفاسقين} /96/.

164 - باب: قوله: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم} /102/.

4397 - حدثنا مؤمل، هو ابن هشام: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم: حدثنا عوف: حدثنا أبو رجاء: حدثنا سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا: (أتاني الليلة آتيان، فابتعثاني، فانتهيا بي إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فتلقانا رجال: شطر من خلقهم، كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا، قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك، قالا: أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن، وشطر منهم قبيح، فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، تجاوز الله عنهم).
[809]
165 - باب: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} /113/.
4398 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال:
لما حضرت أبا طالب الوفاة، دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أي عم، قل لا إله إلا الله، أحاج لك بها عند الله). فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأستغفرن لك ما لم أنه عنك). فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}.
[1294]
166 - باب: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم} /117/.

4399 - حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني يونس: قال أحمد. وحدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الرحمن بن كعب قال: أخبرني عبد الله بن كعب، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال:
سمعت كعب بن مالك في حديثه: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}. قال في آخر حديثه: إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أمسك بعض مالك فهو خير لك).
[2606]
167 - باب: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم} /118/.

4400 - حدثني محمد: حدثنا أحمد بن أبي شعيب: حدثنا موسى بن أعين: حدثنا إسحاق بن راشد: أن الزهري حدثه قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه قال:
سمعت أبي كعب بن مالك، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم: أنه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط غير غزوتين: غزوة العسرة وغزوة بدر، قال: فأجمعت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى، وكان قلما يقدم من سفر سافره إلا ضحى، وكان يبدأ بالمسجد، فيركع ركعتين، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامي وكلام صاحبي، ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا، فاجتنب الناس كلامنا، فلبثت كذلك حتى طال علي الأمر، وما من شيء أهم إلي من أن أموت فلا يصلي علي النبي صلى الله عليه وسلم، أو يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون من الناس بتلك المنزلة، فلا يكلمني أحد منهم ولا يصلي علي، فأنزل الله توبتنا على نبيه صلى الله عليه وسلم حين بقي الثلث الآخر من الليل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة، وكانت أم سلمة محسنة في شأني، معنية في أمري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أم سلمة، تيب على كعب). قالت: أفلا أرسل إليه فأبشره، قال: (إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليلة). حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر آذن بتوبة الله علينا، وكان إذا استبشر استنار وجهه، حتى كأنه قطعة من القمر، وكنا أيها الثلاثة الذين خلفوا عن الأمر الذي قبل من هؤلاء الذين اعتذروا، حين أنزل الله لنا التوبة، فلما ذكر الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المتخلفين واعتذروا بالباطل، ذكروا بشر ما ذكر به أحد، قال الله سبحانه: {يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لاتعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله}. الآية.
[2606]

168 - باب: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} /119/.
4401 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب بن مالك، قال:
سمعت كعب بن مالك يحدث، حين تخلف، عن قصة تبوك: فوالله ما أعلم أحد أبلاه الله في صدق الحديث أحسن مما أبلاني، ما تعمدت منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذبا، وأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار - إلى قوله - وكونوا مع الصادقين}.
[2606]
169 - باب: قوله: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} /128/: من الرأفة.
4402 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني ابن السباق: أن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، وكان ممن يكتب الوحي، قال:
أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن. قال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر، قال زيد بن ثابت، وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب، وصدور الرجال، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم}. إلى آخرهما.
وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر.
تابعه عثمان بن عمر، والليث، عن يونس، عن ابن شهاب. وقال الليث: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، وقال: مع أبي خزيمة الأنصاري. وقال موسى، عن إبراهيم: حدثنا ابن شهاب: مع أبي خزيمة. وتابعه يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه. وقال أبو ثابت: حدثنا إبراهيم وقال: مع خزيمة، أو أبي خزيمة.
[4701 - 4703 - 6768 - 6989 - وانظر: 2652 - 4702]
170 - باب: تفسير سورة يونس.
وقال ابن عباس: {فاختلط به نبات الأرض} /24/: فنبت بالماء من كل لون. {قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني} /68/.
وقال زيد بن أسلم: {أن لهم قدم صدق} /2/: محمد صلى الله عليه وسلم، وقال مجاهد: خير. يقال: {تلك آيات} /1/: يعني هذه أعلام القرآن، ومثله: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} /22/: المعنى بكم. {دعواهم} /10/: دعاؤهم. {أحيط بهم} /22/: دنوا من الهلكة. {أحاطت به خطيئته} /البقرة: 81/. {فأتبعهم} /90/: واتبعهم واحد. {عدوا} /90/: من العدوان.
وقال مجاهد: {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير} قول الإنسان لولده وماله إذا غضب: اللهم لا تبارك فيه والعنه {لقضي إليهم أجلهم} /11/: لأهلك من دعي عليه ولأماته. {للذين أحسنوا الحسنى} مثلها حسنى {وزيادة} /26/: مغفرة. {الكبرياء} /78/: الملك.
171 - باب: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} /90/.
{ننجيك} /92/: نلقيك على نجوة من الأرض، وهو النشز: المكان المرتفع.
4403 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تصوم عاشوراء، فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أنتم أحق بموسى منهم، فصوموا).
[1900]
172 - باب: تفسير سورة هود.
قال ابن عباس: {عصيب} /77/: شديد. {لاجرم} /22/: بلى.
وقال غيره: {وحاق} /8/: نزل، {يحيق} /فاطر: 43/: ينزل. {يؤوس} /9/: فعول من يئست.
وقال مجاهد: {تبتئس} /36/: تحزن. {يثنون صدورهم} شك وامتراء في الحق {ليستخفوا منه} /5/: من الله إن استطاعوا.
وقال أبو ميسرة: الأواه الرحيم بالحبشية.
وقال ابن عباس: {بادي الرأي} /27/: ما ظهر لنا.
وقال مجاهد: {الجودي} /44/: جبل بالجزيرة.
وقال الحسن: {إنك لأنت الحليم} /87/: يستهزئون به.
وقال ابن عباس: {أقلعي} /44/: أمسكي. {وفار التنور} /40/: نبع الماء، وقال عكرمة: وجه الأرض.

173 - باب: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور} /5/.
4404/4406 - حدثنا الحسن بن محمد بن صباح: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر: أنه سمع ابن عباس يقرأ:
{ألا إنهم تثنوني صدورهم}. قال: سألته عنها. فقال: أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء، وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء، فنزل ذلك فيهم.
(4405) - حدثني إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جريج. وأخبرني محمد بن عباد بن جعفر: أن ابن عباس قرأ:
{ألا إنهم تثنوني صدورهم}. قلت: يا أبا العباس ما تثنوني صدورهم؟ قال: كان الرجل يجامع امرأته فيستحي، أو يتخلى فيستحي، فنزلت: {ألا إنهم تثنوني صدورهم}.
(4406) - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو قال: قرأ ابن عباس: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم}. وقال غيره: عن ابن عباس: {يستغشون} يغطون رؤوسهم.
{سيئ بهم} ساء ظنه بقومه {وضاق بهم} /77/: بأضيافه. {بقطع من الليل} /81/: بسواد. وقال مجاهد: {أنيب} /88/: أرجع.
174 - باب: قوله: {وكان عرشه على الماء} /7/.
4407 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك، وقال: يد الله ملائ لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار. وقال:
أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع).
[5037 - 6976 - 6983 - 7057]
{اعتراك} /54/: افتعلك، من عروته أي أصبته، ومنه يعروه واعتراني. {آخذ بناصيتها} /56/: أي في ملكه وسلطانه. {عنيد} /59/: وعنود وعاند واحد، هو تأكيد التجبر. {استعمركم}:61/: جعلكم عمارا، أعمرته الدار فهي عمرى جعلتها له. {نكرهم} /70/: وأنكرهم واستنكرهم واحد. {حميد مجيد} /73/: كأنه فعيل من ماجد، محمود من حمد. {سجيل} /82/: الشديد الكبير، سجيل وسجين، واللام والنون أختان، وقال تميم بن مقبل:
ورجلة يضربون البيض ضاحية *** ضربا تواصى به الأبطال سجينا
{وإلى مدين أخاهم شعيبا} /84/: إلى أهل مدين، لأن مدين بلد، ومثله {واسأل القرية} /يوسف: 82/: واسأل العير، يعني أهل القرية وأصحاب العير.
{وراءكم ظهريا} /92/: يقول: لم تلتفتوا إليه، ويقال إذا لم يقض الرجل حاجته: ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا، والظهري هاهنا: أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به. {أرذالنا} /27/: سقاطنا. {إجرامي} /35/: هو مصدر من أجرمت، وبعضهم يقول: جرمت. {الفلك} /37/: والفلك واحد، وهي السفينة والسفن. {مجرها} /41/: مدفعها، وهو مصدر أجريت، وأرسيت: حبست، ويقرأ: {مرساها} من رست هي، و{مجراها} من جرت هي. {ومجريها ومرسيها} من فعل بها. {راسيات} /سبأ: 13/: ثابتات.
175 - باب: {ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} /18/.
واحد الأشهاد شاهد، مثل: صاحب وأصحاب.
4408 - حدثنا مسدد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد وهشام قالا: حدثنا قتادة، عن صفوان بن محرز قال: بينا ابن عمر يطوف، إذ عرض رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، أو قال: يا ابن عمر:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يدنى المؤمن من ربه - وقال هشام: يدنو المؤمن - حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه، تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: رب أعرف، مرتين، فيقول: سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته. وأما الآخرون أو الكفار، فينادى على رؤوس الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}).
وقال شيبان، عن قتادة: حدثنا صفوان.
[
2309]
176 - باب: قوله: {وكذلك أخذ ربك إذ أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} /102/.
{الرفد المرفود} /99/: العون المعين، رفدته أعنته. {تركنوا} /113/: تميلوا. {فلولا كان} /116/: فهلا كان. {أترفوا} /116/: أهلكوا.
وقال ابن عباس: {زفير وشهيق} /106/: شديد وصوت ضعيف.

4409 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا أبو معاوية: حدثنا بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته). قال: ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.
177 - باب: قوله: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} /114/.
وزلفا: ساعات بعد ساعات، ومنه سميت المزدلفة، الزلف: منزلة بعد منزلة، وأما {زلفى} /الزمر: 3/: فمصدر من القربى، ازدلفوا: اجتمعوا، {أزلفنا} /الشعراء: 64/: جمعنا.
4410 - حدثنا مسدد: حدثنا يزيد، هو ابن زريع: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه:
أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}. قال الرجل: ألي هذه؟ قال: (لمن عمل بها من أمتي).
[503]
178 - باب: تفسير سورة يوسف.
وقال فضيل: عن حصين، عن مجاهد: {متكأ} /31/: الأترج، قال فضيل: الأترج بالحبشية متكا. وقال ابن عيينة: عن رجل، عن مجاهد: متكا: كل شيء قطع بالسكين. وقال قتادة: {لذو علم لما علمناه} /68/: عامل بما علم.
وقال سعيد بن جبير: {صواع} /72/: مكوكا الفارسي الذي يلتقي طرفاه، كانت تشرب به الأعاجم.
وقال ابن عباس: {تفندون}/94/: تجهلون.
وقال غيره: {غيابة } /10 - 15/: كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة. والجب: الركية التي لم تطو. {بمؤمن لنا} /17/: بمصدق. {أشده} /22/: قبل أن يأخذ في النقصان، يقال: بلغوا أشده وبلغوا أشدهم، وقال بعضهم: واحدها شد.
والمتكأ: ما اتكأت عليه لشراب أو لحديث أو لطعام، وأبطل الذي قال الأترج، وليس في كلام العرب الأترج، فلما احتج عليهم بأن المتكأ من نمارق، فروا إلى شر منه، فقالوا: إنما هو المتك، ساكنة التاء، وإنما المتك طرف البظر، ومن ذلك قيل لها: متكاء وابن المتكاء، فإن كان ثم أترج فإنه بعد المتكأ.
{شغفها} /30/: يقال: بلغ شغافها، وهو غلاف قلبها، وأما شغفها فمن المشغوف. {أصب} /33/: أمل، صبا مال. {أضغاث أحلام} /44/: ما لا تأويل له، والضغث: ملء اليد من حشيش وما أشبهه، ومنه: {وخذ بيدك ضغثا} /ص: 44/: لا من قوله أضغاث أحلام، واحدها ضغث. {نمير} /65/: من الميرة. {ونزداد كيل بعير} /65/: ما يحمل بعير. {آوى إليه} /69/: ضم إليه. {السقاية} /70/: مكيال. {تفتأ} /85/: لا تزال. {حرضا} /85/: محرضا، يذيبك الهم. {تحسسوا} /87/: تخبروا. {مزجاة} /88/: قليلة. {غاشية من عذاب الله} /107/: عامة مجللة. {استيأسوا} /80/: يئسوا. {لا تيأسوا من روح الله} /87/: معناه الرجاء. {خلصوا نجيا} /80/: اعتزلوا نجيا، والجميع أنجية.
179 - باب: قوله: {ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} /6/.

4411 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الصمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم).
[3202]
180 - باب: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} /7/.

4412 - حدثني محمد: أخبرنا عبدة، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أكرم؟ قال: (أكرمهم عند الله أتقاهم). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: (فعن معادن العرب تسألونني). قالوا: نعم، قال: (فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام، إذا فقهوا).
تابعه أبو أسامة، عن عبيد الله.
[3175]
181 - باب: قوله: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا} /18/.
سولت: زينت.
4413/4414 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد،
عن صالح، عن ابن شهاب. قال: وحدثنا الحجاج: حدثنا عبد الله بن عمر النميري: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي قال: سمعت الزهري: سمعت عروة ابن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله،
عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله، كل حدثني طائفة من الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه). قلت: إني والله لا أجد مثلا إلا أبا يوسف: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. وأنزل الله: {إن الذين جاؤوا بالإفك}. العشر الآيات.
(4414) - حدثنا موسى: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن أبي وائل قال: حدثني مسروق بن الأجدع قال: حدثتني أم رومان وهي أم عائشة قالت:
بينا أنا وعائشة أخذتها الحمى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعل في حديث تحدث). قالت: نعم، وقعدت عائشة، قالت: مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه: {والله المستعان على ما تصفون}.
[2453]
182 - باب: {وروادته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك} /23/.
وقال عكرمة: هيت لك: بالحورانية: هلم. وقال ابن جبير: تعاله.
4415 - حدثني أحمد بن سعيد: حدثنا بشر بن عمر: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: {هيت لك}. قال: وإنما نقرؤها كما علمناها. {مثواه} /21/: مقامه. {وألفيا} /25/: وجدا. {ألفوا آباءهم} /الصافات: 69/. {ألفينا} /البقرة: 170/.
وعن ابن مسعود: {بل عجبت ويسخرون} /الصافات: 12/.
4416 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه:
أن قريشا لما أبطؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام، قال: (اللهم اكفنيهم بسبع كسبع يوسف). فأصابتهم سنة حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام، حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها مثل الدخان، قال الله: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}. قال الله: {إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون}. أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة؟ وقد مضى الدخان، ومضت البطشة.
[962]
183 - باب: قوله: {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم. قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشى لله} /50 - 51/.
وحاش وحاشى: تنزيه واستثناء. {حصحص} /51/: وضح.
4417 - حدثنا سعيد بن تليد: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي، ونحن أحق من إبراهيم إذ قال له: {أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}).
[3192]
184 - باب: قوله: {حتى إذا استيأس الرسل} /110/.

4418/4419 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد،
عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت له،
وهو يسألها عن قول الله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل}. قال: قلت: أكذبوا أم كذبوا؟ قالت: عائشة: كذبوا، قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن؟ قالت: أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك، فقلت لها: وظنوا أنهم قد كذبوا، قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك.
(4419) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة: فقلت: لعلها {كذبوا} مخففة، قالت: معاذ الله.
[3209].
185 - باب: تفسير سورة الرعد.
وقال ابن عباس: {كباسط كفيه} /14/: مثل المشرك الذي عبد مع الله إلها غيره، كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد، وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر.
وقال غيره: {سخر} /2/: ذلل. {متجاورات} /4/: متدانيات. {المثلات} /6/: واحدها مثلة، وهي الأشباه والأمثال.
وقال: {إلا مثل أيام الذين خلوا} /يونس: 102/. {بمقدار} /8/: بقدر. {معقبات} /11/: ملائكة حفظة، تعقب الأولى منها الأخرى، ومنه قيل العقيب، يقال: عقبت في إثره. {المحال} /13/: العقوبة. {كباسط كفيه إلى الماء} /14/: ليقبض على الماء. {رابيا} /17/: من ربا يربو. {أو متاع زبد مثله} /17/: المتاع ما تمتعت به. {جفاء} /17/: أجفأت القدر، إذا غلت فعلاها الزبد، ثم تسكن فيذهب الزبد بلا منفعة، فكذلك يميز الحق من الباطل. {المهاد} /18/: الفراش. {يدرؤون} /22/: يدفعون، درأته عني دفعته. {سلام عليكم} /24/: أي يقولون: سلام عليكم. {وإليه متاب} /30/: توبتي. {أفلم ييأس} /31/: أفلم يتبين. {قارعة} /31/: داهية. {فأمليت} /32/: أطلت، من الملي والملاوة، ومنه {مليا} /مريم: 46/: ويقال للواسع الطويل من الأرض: ملى من الأرض. {أشق} /34/: أشد من المشقة. {معقب} /41/: مغير.
وقال مجاهد: {متجاورات} /4/: طيبها عذبها، وخبيثها السباخ. {صنوان} النخلتان أو أكثر في أصل واحد. {وغير صنوان} /4/: وحدها. {بماء واحد} /4/: كصالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد. {السحاب الثقال} /12/: الذي فيه الماء. {كباسط كفيه} /14/: يدعو الماء بلسانه، ويشير إليه بيده، فلا يأتيه أبدا. {سالت أودية بقدرها} /17/: تملأ بطن كل واد بحسبه. {زبدا رابيا} /17/: الزبد زبد السيل. {زبد مثله} /17/: خبث الحديد والحلية.
186 - باب: قوله: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام} /8/.
{غيض} /هود:44/: نقص.
4420 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله).
[992]
187 - باب: تفسير سورة إبراهيم.
قال ابن عباس: {هاد} /الرعد: 7/: داع. وقال مجاهد: {صديد} /16/: قيح ودم.
وقال ابن عيينة: {اذكروا نعمة الله عليكم} /6/: أيادي الله عندكم وأيامه.
وقال مجاهد: {من كل ما سألتموه} /34/: رغبتم إليه فيه. {يبغونها عوجا} /3/و/هود: 19/: يلتمسون لها عوجا. {وإذ تأذن ربكم} /7/: أعلمكم، آذنكم. {ردوا أيديهم في أفواههم} /9/: هذا مثل، كفوا عما أمروا به. {مقامي} /14/: حيث يقيمه الله بين يديه. {من ورائه} /16/: قدامه. {لكم تبعا} /21/: واحدها تابع، مثل غيب وغائب. {بمصرخكم} /22/: استصرخني استغاثني. {يستصرخه} /القصص: 18/: من الصراخ. {ولا خلال} /31/: مصدر خاللته خلالا، ويجوز - أيضا - جمع خلة وخلال. {اجتثت} /26/: استؤصلت.
188 - باب: قوله: {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين} /24 - 25/.

4421 - حدثني عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أخبروني بشجرة تشبه، أو: كالرجل المسلم، لا يتحات ورقها، ولا ولا ولا، تؤتي أكلها كل حين). قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي النخلة). فلما قمنا قلت لعمر: يا أبتاه، والله لقد وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تكلم؟ قال: لم أركم تكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا، قال عمر: لأن تكون قلتها، أحب إلي من كذا وكذا.
[61]
189 - باب: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} /27/.

4422 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة قال: أخبرني علقمة بن مرثد قال: سمعت سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم إذا سئل في القبر: يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}).
[1303]
190 - باب: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} /28/.
ألم تر: ألم تعلم؟ كقوله: {ألم تر كيف} /24/. {ألم تر إلى الذين خرجوا} /البقرة: 243/. {البوار} /28/: الهلاك، بار يبور بورا. {قوما بورا} /الفرقان: 18/: هالكين.
4423 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء: سمع ابن عباس:
{ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا}. قال: هم كفار أهل مكة.
[3758]
191 - باب: تفسير سورة الحجر.
وقال مجاهد: {صراط علي مستقيم} /41/: الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه. {وإنهما لبإمام مبين} /79/: الإمام كل ما ائتمت واهتديت به إلى الطريق.
وقال ابن عباس: {لعمرك} /72/: لعيشك. {قوم منكرون}/62/: أنكرهم لوط.
وقال غيره: {كتاب معلوم} /4/: أجل. {لوما تأتينا} /7/: هلا تأتينا. {شيع} /10/: أمم، وللأولياء أيضا شيع.
وقال ابن عباس: {يهرعون} /هود: 78/: مسرعين. {للمتوسمين} /75/: للناظرين. {سكرت} /15/: غشيت. {بروجا} /16/: منازل للشمس والقمر. {لواقح} /22/: ملاقح ملقحة. {حمإ} /26/: جماعة حمأة، وهو الطين المتغير، والمسنون المصبوب. {توجل} /53/: تخف. {دابر} /66/: آخر. {الصيحة} /83/: الهلكة.
192 - باب: قوله: {إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين} /18/.

4424 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة،
يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كالسلسة على صفوان - قال علي: وقال غيره: صفوان، ينفذهم ذلك - فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم، قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير. فيسمعها مسترقو السمع، ومسترقو السمع هكذا واحد فوق الآخر - ووصف سفيان بيده وفرج بين أصابع يده اليمنى، نصبها بعضها فوق بعض - فربما أدرك الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها الذي يليه، إلى الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض - وربما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض - فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدنا حقا؟ للكلمة التي سمعت من السماء).
حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة: (إذا قضى الله الأمر). وزاد: (والكاهن).
وحدثنا سفيان فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة: حدثنا أبو هريرة قال: (إذا قضى الله الأمر، وقال: على فم الساحر). قلت لسفيان: أأنت سمعت عمرا قال: سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت لسفيان: إن إنسانا روى عنك: عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، ويرفعه: أنه قرأ: {فرغ}. قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري: سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا.
[4522 - 7043]

193 - باب: قوله: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} /80/.

4425 - حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الحجر: (لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، أن يصيبكم مثل ما أصابهم).
[423]
194 - باب: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} /87/.

4426 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عندر: حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى قال:
مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيت فقال: (ما منعك أن تأتي). فقلت: كنت أصلي، فقال: (ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال: (ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد). فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته، فقال: ({الحمد لله رب العالمين}. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).
[4204]
4427 - حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم).
195 - باب: قوله: {الذين جعلوا القرآن عضين} /91/.
{المقتسمين} /90/: الذين حلفوا، ومنه {لا أقسم} /البلد: 1/: أي أقسم، وتقرأ {لأقسم}. {قاسمتها} /الأعراف: 21/: حلف لهما ولم يحلفا له. وقال مجاهد: {تقاسموا} /النمل: 49/: تحالفوا.
4428/4429 - حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
{الذين جعلوا القرآن عضين}. قال هم أهل الكتاب، جزؤوه أجزاء، فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.

(4429) - حدثني عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
{كما أنزلنا على المقتسمين}. قال: آمنوا ببعض وكفروا ببعض، اليهود والنصارى.
[3729]

196 - باب: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} /99/.
قال سالم: اليقين الموت.
197 - باب: تفسير سورة النحل.
{روح القدس} /102/: جبريل. {نزل به الوح الأمين} /الشعراء: 193/. {في ضيق} /127/: يقال: أمر ضيق وضيق، مثل هين وهين، ولين ولين، وميت وميت.
قال ابن عباس: {تتفيأ ظلاله} /48/: تتهيأ. {سبل ربك ذللا} /69/: لا يتوعر عليها مكان سلكته.
وقال ابنة عباس: {في تقلبهم} /46/: اختلافهم.
وقال مجاهد: {تميد} /15/: تكفأ. {مفرطون} /62/: منسيون.
وقال غيره: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله} /98/: هذا مقدم ومؤخر، وذلك أن الاستعاذة قبل القراءة، ومعناها: الاعتصام بالله.
وقال ابن عباس: {تسيمون} /10/: ترعون. {قصد السبيل} /9/: البيان. الدفء: ما استدفأت. {تريحون} /6/: بالعشي، و{تسرحون} /6/: بالغداة. {بشق} /7/: يعني المشقة. {على تخوف} /47/: تنقص. {الأنعام لعبرة} /66/: وهي تؤنث وتذكر، وكذلك: الأنعام جماعة النعم. {أكنانا} /81/: واحدها كن مثل: حمل وأحمال. {سرابيل} قمص {تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم} /81/: فإنها الدروع. {دخلا بينكم} /92 - 94/: كل شيء لم يصح فهو دخل.
قال ابن عباس: {حفدة} /72/: من ولد الرجل. السكر ما حرم من ثمرتها، والرزق الحسن ما أحل الله.
وقال ابن عيينة، عن صدقة: {أنكاثا} /92/: هي خرقاء، كانت إذا أبرمت غزلها نقضته.
وقال ابن مسعود: الأمة معلم الخير، والقانت المطيع.
198 - باب: {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر} /70/.

4430 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا هارون بن موسى، أبو عبد الله الأعور، عن شعيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: (أعوذ بك من البخل والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات).
[2668]
199 - باب: سورة بني إسرائيل [الإسراء].
4431 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال، في بني إسرائيل والكهف ومريم:
إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي.
[4462 - 4708]
قال ابن عباس: {فسينغضون إليك رؤوسهم} /51/: يهزون. وقال غيره: نغصت سنك أي تحركت.
{وقضينا إلى بني إسرائيل} /4/: أخبرناهم أنهم سيفسدون، والقضاء على وجوه: {وقضى ربك} /23/: أمر ربك. ومنه: الحكم: {إن ربك يقضي بينهم} /يونس: 93/ و/النمل: 78/ و/الجاثية: 17/. ومنه: الخلق: {فقضاهن سبع سماوات} /فصلت: 12/: خلقهن.
[نفيرا} /6/: من ينفر معه. {وليتبروا} يدمروا {ما علوا} /7/. {حصيرا} /8/: محبسا، محصرا. {حق} /16/: وجب. {ميسورا} /28/: لينا. {خطئا} /31/: إثما، وهو اسم من خطئت، والخطأ - مفتوح - مصدره من الإثم، خطئت بمعنى أخطأت. {لن تخرق} /37/: لن تقطع. {وإذ هم نجوى} /47/: مصدر من ناجيت، فوصفهم بها، والمعنى: يتناجون. {رفاتا} /49 - 98/: حطاما. {واستفزز} /64/: استخف. {بخيلك} /64/: الفرسان، والرجل: الرجالة، واحدها راجل، مثل صاحب وصحب، وتاجر وتجر. {حاصبا} /68/: الريح العاصف، والخاصب أيضا: ما ترمي به الريح، ومنه {حصب جهنم} /الأنبياء: 98/: يرمى به في جهنم، وهو حصبها، ويقال: حصب في الأرض ذهب، والحصب: مشتق من الحصباء والحجارة. {تارة} /69/: مرة، وجماعته تيرة وتارات. {لأحتنكن} /62/: لأستأصلنهم، يقال: احتنك فلان ما عند فلان من علم استقصاه. {طائره} /13/: حظه.
وقال ابن عباس: كل سلطان في القرآن فهو حجة. {ولي من الذل} /111/: لم يحالف أحدا.
200 - باب: قوله: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام} /1/.

4432 - حدثنا عبدان: حدثنا عبد الله: أخبرنا يونس (ح). وحدثنا أحمد ابن صالح: حدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب: قال ابن المسيب: قال أبو هريرة:
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما، فأخذ اللبن، قال جبريل: الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك.
[3214]
4433 - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب: قال أبو سلمة: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لما كذبني قريش، قمت في الحجر، فجلى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه).
زاد يعقوب بن إبراهيم: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه: (لما كذبني قريش، حين أسري بي إلى بيت المقدس). نحوه.
[3673]
{قاصفا} /69/: ريح تقصف كل شيء.
201 - باب: {ولقد كرمنا بني آدم} /70/.
كرمنا وأكرمنا واحد. {ضعف الحياة} عذاب الحياة. {وضعف الممات} /75/: عذاب الممات. {خلافك} /76/ و{خلفك} سواء. {ونأى} /83/: تباعد. {شاكلته} /84/: ناحيته، وهي من شكلته. {صرفنا} /41 - 89/: وجهنا. {قبيلا} /92/: معاينة ومقابلة، وقيل: القابلة لأنها مقابلتها وتقبل ولدها. {خشية الإنفاق} /100/: أنفق الرجل أملق، ونفق الشيء ذهب. {قتورا} /100/: مقترا. {للأذقان} /107 - 109/: مجتمع اللحيين، والواحد ذقن.
وقال مجاهد: {موفورا} /63/: وافرا. {تبيعا} /69/: ثائرا، وقال ابن عباس: نصيرا. {خبت} /97/: طفئت.
وقال ابن عباس: {لاتبذر} /26/: لا تنفق في الباطل. {ابتغاء رحمة} /28/: رزق. {مثبورا} /102/: ملعونا. {لاتقف} /36/: لا تقل. {فجاسوا} /5/: تيمموا. يزجي الفلك: يجري الفلك. {يخرون للأذقان} /107 - 109/: للوجوه.
202 - باب: قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها}. الآية /16/.

4434 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: أخبرنا منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:
كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية: أمر بنو فلان.
حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان وقال: أمر.
203 - باب: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا} /3/.

4435 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة ثم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح، إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات - فذكرهن أبو حيان في الحديث - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبيا، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط، ولن يغضب بعده مثله - ولم يذكر ذنبا - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم. فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير، أو: كما بين مكة وبصرى).
[3162]
204 - باب: {وآتينا داود زبورا} /55/.

4436 - حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خفف على داود القراءة، فكان يأمر بدابته لتسرج، فكان يقرأ قبل أن يفرغ - يعني - القرآن).
[1967]
205 - باب: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا} /56/.

4437 - حدثني عمرو بن علي: حدثنا يحيى: حدثنا سفيان: حدثني سليمان، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله: {إلى ربهم وسيلة}. قال:
كان ناس من الإنس يعبدون ناسا من الجن، فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. زاد الأشجعي: عن سفيان، عن الأعمش: {قل ادعوا الذين زعمتم}.
[4438]

206 - باب: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}. الآية /57/.

4438 - حدثنا بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن إبرهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله رضي الله عنه: في هذه الآية:
{الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة}. قال: كان ناس من الجن يعبدون، فأسلموا.
[ر: 4437]
207 - باب: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} /60/.
4439 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه:
{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}. قال هي رؤيا عين، أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به. {والشجرة الملعونة} شجرة الزقوم.
[ر: 3675 ]
208 - باب: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} /78/.
قال مجاهد: صلاة الفجر.
4440 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة وابن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح). يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}.
[662]
209 - باب: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} /79/.

4441 - حدثني إسماعيل بن أبان: حدثنا أبو الأحوص، عن آدم بن علي قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا، كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود.
4442 - حدثنا علي بن عياش: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة).
رواه حمزة بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[589]
210 - باب: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} /81/.
يزهق: يهلك.
4443 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}. {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد}.
[2346]
211 - باب: {ويسألونك عن الروح} /85/.
4444 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث، وهو متكئ على عسيب، إذ مر اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح؟ فقال: ما رابكم إليه؟ وقال بعضهم: لا يستقبلكم بشيء تكرهونه، فقالوا: سلوه، فسألوه عن الروح، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا، فعلمت
أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.
[125]
212 - باب: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} /110/.
4445 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هشيم: حدثنا أبو بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
في قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}. قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ولا تجهر بصلاتك} أي بقراءتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {ولا تخافت بها} عن أصحابك فلا تسمعهم {وابتغ بين ذلك سبيلا}.
[7052 - 7087 - 7108]

4446 - حدثني طلق بن غنام: حدثنا زائدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
أنزل ذلك في الدعاء.
[5968 - 7088]
4447 - ؟؟ ناقص ؟؟
213 - باب: تفسير سورة الكهف.
وقال مجاهد: { تقرضهم } /17/: تتركهم. { وكان له ثمر} /304/: ذهب وفضة، وقال غيره: جماعة الثمر. {باخع} /6/: مهلك. {أسفا} /6/: ندما. {الكهف} /9/: الفتح في الجبل. {والرقيم} /9/: الكتاب. {مرقوم}
/المطففين: 20/: مكتوب، من الرقم. {ربطنا على قلوبهم} /14/: ألهمناهم صبرا. {لولا أن ربطنا على قلبها} /القصص: 10/. {شططا} /14/: إفراطا. {الوصيد} /18/: الفناء، جمعه: وصائد ووصد. ويقال: الوصيد الباب. {مؤصدة} /البلد: 20/ و /الهمزة: 8/: مطبقة، آصد الباب وأوصد. {بعثناهم} /19/: أحييناهم. {أزكى} /19/: أكثر، ويقال: أحل، ويقال: أكثر ريعا. قال ابن عباس: {أكلها}. وقال غيره: {ولم تظلم} /33/: لم تنقص وقال سعيد، عن ابن عباس: {الرقيم} اللوح من رصاص، كتب عاملهم أسماءهم، ثم طرحه في خزانته، فضرب الله على آذانهم فناموا. وقال غيره: وألت تئل تنجو، وقال مجاهد: {موئلا} /58/: محرزا. {لا يستطيعون سمعا} /101/: لا يعقلون.
214 - باب: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} /54/.

4447 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني علي بن حسين: أن حسين
ابن علي أخبره، عن علي رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة، قال: (ألا تصليان). [1075]
{رجما بالغيب} /22/: لم يستبن. {فرطا} /28/: ندما. {سرادقها} /29/: مثل السرادق، والحجرة التي تطيف بالفساطيط. {يحاوره} /34، 37/: من المحاورة. { لكن هو الله ربي} /38/: أي لكن أنا هو الله ربي، ثم حذف الألف وأدغم إحدى النونين في الأخرى. { وفجرنا خلالهما نهرا} /33/: يقول: بينهما. {زلقا} /40/: لا يثبت فيه قدم. {هنالك الولاية} /44/: مصدر الولي. {عقبا} /44/: عاقبة وعقبى وعقبة واحد، وهي الآخرة. قبلا و {قبلا} /55/: وقبلا: استئنافا. {ليدحضوا} /56/: ليزيلوا، الدحض الزلق
215 - باب: { وإذا قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا } /60/: زمانا، وجمعه أحقاب.

4448 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس:
إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل، فقال ابن عباس: كذب عدو الله: حدثني أبي بن كعب: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يارب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربا، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه: آتنا غدائنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به، فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، واتخذ سبيله في البحر عجبا، قال: فكان للحوت سربا، ولموسى ولفتاه عجبا، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصا، قال: رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى ثوبا، فسلم عليه موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، فقال موسى: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، فقال له الخضر: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء، حتى أحدث لك منه ذكرا، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول، فلما ركبا في السفينة، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إ مرا، قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكانت الأولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله، إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر، ثم خرجا من السفينة، فبينا هما يمشيان على الساحل، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله، فقال له موسى: أقتلت نفسا زاكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، قال: وهذا أشد من الأولى، قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، قال: مائل، فقام الخضر فأقامه بيده، فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا، لو شئت لا تخذت عليه أجرا، قال: {هذا فراق بيني وبينك - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما).
قال سعيد بن جبير: فكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا. وكان يقرأ: وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين.
[74]
216 - باب: { فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا } /61/.
مذهبا، يسرب يسلك، ومنه: { وسارب بالنهار} /الرعد: 10/.
4449 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف: أن ابن جريح أخبرهم قال: أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، يزيد أحدهما على صاحبه، وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد قال:
إنا لعند ابن عباس في بيته، إذ قال: سلوني، قلت: أي أبا عباس، جعلني الله فداءك، بالكوفة رجل قاص يقال له نوف، يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل، أما عمرو فقال لي: قد كذب عدو الله، وأما يعلى فقال لي: قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (موسى رسول الله عليه السلام، قال: ذكر الناس يوما، حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى، فأدركه رجل فقال: أي رسول الله، هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال: لا، فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله، قيل: بلى، قال: أي رب، فأين؟ قال: بمجمع البحرين، قال: أي رب، اجعل لي علما أعلم ذلك به، فقال لي عمرو: قال: حيث يفارقك الحوت، وقال لي يعلى: قال: خذ نونا ميتا، حيث ينفخ فيه الروح، فأخذ حوتا فجعله في مكتل، فقال لفتاه: لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت، قال: ما كلفت كثيرا، فذلك قوله جل ذكره {وإذ قال موسى لفتاه}. يوشع بن نون، - ليست عن سعيد - قال: فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان، إذ تضرب الحوت وموسى نائم، فقال فتاه: لا أوقظه، حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره، وتضرب الحوت حتى دخل البحر، فأمسك الله عنه جرية البحر، حتى كأن أثره في حجر. قال لي عمرو: هكذا كأن أثره في حجر - وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما - لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: قد قطع الله عنك النصب - ليست هذه عن سعيد - أخبره فرجعا، فوجدا خضرا. قال لي عثمان بن أبي سليمان: على طنفسة خضراء على كبد البحر، قال سعيد بن جبير: مسجى بثوبه، قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه، فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضي من سلام، من أنت: قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: فما شأنك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك؟ يا موسى، إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه، فأخذ طائر بمنقاره من البحر، فقال: والله ما علمي وما علمك في جنب علم الله، إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر، حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر صغارا، تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل الساحل الآخر، عرفوه، فقالوا: عبد الله الصالح - قال:
قلنا لسعيد: خضر، قال: نعم - لا نحمله بأجر، فخرقها ووتد فيها وتدا، قال موسى: أخرقتها لتغرق أهلها، لقد جئت شيئا إمرا - قال مجاهد: منكرا - قال: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا، كانت الأولى نسيانا، والوسطى شرطا، والثالثة عمدا، قال: لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا، لقيا غلاما فقتله. قال يعلى: قال سعيد: وجد غلمانا يلعبون، فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين، قال: أقتلت نفسا زكية بغير نفس - لم تعمل بالحنث، وكان ابن عباس قرأها: زكية زاكية مسلمة، كقولك غلاما زكيا - فانطلقا فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه - قال سعيد بيده هكذا، ورفع يده - فاستقام - قال يعلى: حسبت أن سعيدا قال: فمسحه بيده فاستقام - لو شئت لا تخذت عليه أجرا - قال سعيد: أجرا نأكله - وكان وراءهم - وكان أمامهم، قرأها ابن عباس: أمامهم ملك. يزعمون عن غير سعيد: أنه هدد بن بدد، والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور - ملك يأخذ كل سفينة غصبا، فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها، فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها - ومنهم من يقول سدوها بقارورة، ومنهم من يقول بالقار - كان أبواه مؤمنين وكان كافرا، فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة، لقوله أقتلت نفسا زكية، وأقرب رحما، هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل خضر). وزعم غير سعيد: أنهما أبدلا جارية، وأما داوا بن أبي عاصم فقال: عن غير واحد: إنها جارية.
[74]
217 - باب: {فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}.
إلى قوله: {عجبا} /62، 63/. {صنعا} /104/: عملا. {حولا} /108/: تحولا. {قال ذلك ما كنا نبغ فارتد على آثارهما قصصا} /64/. {إمرا} /71/: و{نكرا} /74/: داهية. {ينقض} /77/: ينقاض كما تنقاض السن.{لتخذت} /77/: واتخذت واحد. {رحما} /81/: من الرحم، وهي أشد مبالغة من الرحمة، ونظن أنه من الرحيم، وتدعى مكة أم رحم، أي الرحمة تنزل بها.
4450 - حدثني قتيبة بن سعيد قال: حدثني سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس:
إن نوفا البالكي يزعم: أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى الخضر، فقال: كذب عدو الله. حدثنا أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، فقيل له: أي الناس أعلم؟ قال: أنا، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، وأوحى إليه: بلى، عبد من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: أي رب، كيف السبيل إليه؟ قال: تأخذ حوتا في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فاتبعه، قال: فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون، ومعهما الحوت، حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها، قال: فوضع موسى رأسه فنام. قال سفيان: وفي حديث غير عمرو قال: وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة، لا يصيب من مائها شيء إلا حيي، فأصاب الحوت من ماء تلك العين، قال: فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر، فلما استيقظ موسى قال لفتاه: {آتنا غداءنا}. الآية، قال: ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به، قال له فتاه يوشع بن نون: {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت}. الآية، قال: فرجعا يقصان في آثارهما، فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت، فكان لفتاه عجبا وللحوت سربا، قال: فلما انتهيا إلى الصخرة، إذ هما برجل مسجى بثوب، فسلم عليه موسى، قال: وأنى بأرضك السلام، فقال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا. قال له الخضر: يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه. قال: بل أتبعك؟ قال: فإن
اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرت بهما سفينة فعرف الخضر، فحملوهم في سفينتهم بغير نول، يقول: بغير أجر، فركبا السفينة. قال: ووقع عصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره في البحر، فقال الخضر لموسى: ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله، إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره، قال: فلم يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها: {لقد جئت} الآية، فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه فقطعه، قال له موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس، لقد جئت شيئا نكرا، قال: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا - إلى قوله - فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض، فقال بيده: هكذا فأقامه، فقال له موسى: إنا دخلنا هذه القرية فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لا تخذت عليه أجر، قال: هذا فراق بيني وبينك، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما). قال: وكان ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، وأما الغلام فكان كافرا.
[74]
218 - باب: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} /103/.
4451 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد قال:
سألت أبي: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا}. هم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود: فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى: كفروا بالجنة وقالوا: لاطعام فيها ولا شراب، والحرورية: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. وكان سعد يسميهم الفاسقين.
219 - باب: {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم}. الآية/105/.

4452 - حدثنا محمد بن عبد الله: حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا المغيرة قال: حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقال: اقرؤوا إن شئتم: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}).
وعن يحيى بن بكير، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد مثله.

220 - باب: تفسير سورة مريم.
قال ابن عباس: {أسمع بهم وأبصر} الله يقوله، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون {في ضلال مبين} /38/: يعني قوله {اسمع بهم وأبصر}: الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره. {لأرجمنك} /46/: لأشتمنك. {ورئيا} /74/: منظرا.
وقال أبو وائل: علمت مريم أن التقي ذو نهية حتى قالت: {إني أعوذ
بالرحمن منك إن كنت تقيا} /18/.
وقال ابن عيينة: {تؤزهم أزا} /83/: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا.
وقال مجاهد: {لدا} /97/: عوجا.
قال ابن عباس: {وردا} /86/: عطاشا. {أثاثا} /74/: مالا. {إدا} /89/: قولا عظيما. {ركزا} /98/: صوتا.
وقال مجاهد: {فليمدد} /75/: فليدعه. {غيا} /59/: خسرانا. {بكيا} /58/: جماعة باك. {صليا} /70/: صلي يصلى. {نديا} /73/: والنادي واحد، مجلسا.
221 - باب: {وأنذرهم يوم الحسرة} /39/.
4453 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه. ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح. ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة - وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا - وهم لا يؤمنون}).
222 - باب: {وما نتنزل إلا بأمر ربك} /64/.
4454 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل:
(ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا). فنزلت: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا}.
[3046]
223 - باب: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا} /77/.
4455 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: سمعت خبابا قال:
جئت العاصي بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا، حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لميت ثم مبعوث؟ قلت: نعم، قال: إن لي هناك مالا وولدا فأقضيكه، فنزلت هذه الآية: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}.
رواه الثوري، وشعبة، وحفص، وأبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش.
[1985]
224 - باب: قوله: {أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا} /78/.
قال: موثقا.
4456 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب قال:
كنت قينا بمكة، فعملت للعاصي بن وائل السهمي سيفا، فجئت أتقاضاه، فقال: لاأعطيك حتى تكفر بمحمد، قلت: لاأكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى يميتك الله ثم يحييك، قال: إذا أماتني الله ثم بعثني ولي مال وولد، فأنزل الله: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا. أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا}. قال: موثقا.
لم يقل الأشجعي عن سفيان: سيفا، ولا موثقا.
[1985]
225 - باب: {كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا} /79/.
4457 - حدثنا بشر بن خالد: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق، عن خباب قال:
كنت قينا في الجاهلية، وكان لي دين على العاصي بن وائل، قال: فأتاه يتقاضاه، فقال: لاأعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقال: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث، قال: فذرني حتى أموت ثم أبعث، فسوف أوتى مالا وولدا فأقضيك، فنزلت هذه الآية: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا}.
[1985]
226 - باب: قوله عز وجل: {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا} /80/.
وقال ابن عباس: {الجبال هدا} /90/: هدما.
4458 - حدثنا يحيى: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن خباب قال:
كنت رجلا قينا، وكان لي على العاصي بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: قلت: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لمبعوث من بعد الموت، فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد، قال: فنزلت: {أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا. أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا. كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا. ونرثه ما يقول ويأتينا فردا}.
[1985]
227 - باب: تفسير سورة طه.
قال ابن جبير: بالنبطية {طه} /1/: يا رجل. قال مجاهد: {ألقى} /87/: صنع. يقال: كل ما لم ينطق بحرف، أو فيه تمتمة، أو فأفأة، فهي عقدة. {أزري} /31/: ظهري. {فيسحتكم} /61/: يهلككم. {المثلى} /63/: تأنيث الأمثل، يقول: بدينكم، يقال: خذ المثلى خذ الأمثل. {ثم ائتوا صفا} /64/: يقال: هل أتيت الصف اليوم، يعني المصلى الذي يصلى فيه. {فأوجس} /67/: أضمر خوفا، فذهبت الواو من {خيفة} لكسرة الخاء. {في جذوع} /71/: أي على جذوع. {خطبك} /95/: بالك. {مساس} /97/: مصدر ماسه مساسا. {لننسفنه} /97/: لنذرينه: {قاعا} /106/: يعلوه الماء، والصفصف المستوي من الأرض.
وقال مجاهد: {أوزارا} أثقالا {من زينة القوم} وهي الحلي التي استعاروا من آل فرعون {فقذفناها} /87/: فألقيناها. {ألقى} /87/: صنع. {فنسي} /88/: موساهم، يقولونه: أخطأ الرب. {لا يرجع إليهم قولا} /89/: العجل. {همسا} /108/: حس الأقدام. {حشرتني أعمى} /125/: عن حجتي. {وقد كنت بصيرا} /125/: في الدنيا.
قال ابن عباس: {بقبس} /10/: ضلوا الطريق، وكانوا شاتين، فقال: إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتكم بنار توقدون.
وقال ابن عيينة: {أمثلهم} /104/: أعدلهم طريقة.
وقال ابن عباس: {هضما} /112/: ليظلم فيهضم من حسناته. {عوجا} /107/: واديا. {أمتا} /107/: رابية. {سيرتها} حالتها {الأولى} /21/. {النهى} /54/: التقى. {ضنكا} /124/: الشقاء. {هوى} /81/: شقي. {بالوادي المقدس} المبارك {طوى} /12/: اسم الوادي. {بملكنا} /87/: بأمرنا. {مكانا سوى} /58/: منصف بينهم. {يبسا} /77/: يابسا. {على قدر} /40/: موعد. {لاتينا} /42/: تضعفا.
228 - باب: قوله: {واصطنعتك لنفسي} /41/.

4459 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا مهدي بن ميمون: حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم: آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة؟ قال له آدم: آنت الذي اصطفاك الله برسالته، واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة؟ قال: نعم، قال: فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني؟ قال: نعم، فحج آدم موسى)
[3228]
{اليم} /39/: البحر.
229 - باب: قوله: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى. فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم وأضل فرعون قومه وما هدى} /77، 78/.

4460 - حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا روح: حدثنا شعبة: حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تصوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (نحن أولى بموسى منهم، فصوموه).
[1900]
230 - باب: {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} /117/.

4461 - حدثنا قتيبة: حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(حاج موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم، قال:
قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى).
[3228]
231 - باب: تفسير سورة الأنبياء.
4462 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد،
عن عبد الله قال: بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: هن من العتاق الأول، وهن من تلادي.
[4431]
وقال قتادة: {جذاذا} /58/: قطعهن.
وقال الحسن: {في فلك} /33/: مثل فلكة المغزل {يسبحون} يدورون.
قال ابن عباس: {نفشت} /78/: رعت ليلا. {يصحبون} /43/: يمنعون. {أمتكم أمة واحدة} /92/: قال: دينكم دين واحد.
وقال عكرمة: {حصب} /98/: حطب بالحبشية.
وقال غيره: {أحسوا} /12/: توقعوا، من أحسست. {خامدين} /15/: هامدين. {حصيد} /هود: 100/: مستأصل، يقع على الواحد والاثنين والجميع. {لا يستحسرون} /19/: لا يعيون، ومنه: {حسير} /الملك: 4/. وحسرت بعيري. {عميق} /الحج: 27/: بعيد. {نكسوا} /65/: ردوا. {صنعة لبوس} /80/: الدروع. {تقطعوا أمرهم} /93/: اختلفوا. الحسيس والحس والجرس والهمس واحد، وهو من الصوت الخفي. {آذناك} /فصلت: 47/: أعلمناك. {آذنتكم} /109/: إذا أعلمته، فأنت وهو {على سواء} /109/: لم تغدر.
وقال مجاهد: {لعلكم تسألون} /13/: تفهمون. {ارتضى} /28/: رضي. {التماثيل} /52/: الأصنام. {السجل} /104/: الصحيفة.
232 - باب: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا} /104/.
4463 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، شيخ من النخع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
(إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}. ثم إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا إنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يارب أصحابي، فيقال: لاتدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت - إلى قوله - شهيد}. فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).
[3171]
233 - باب: تفسير سورة الحج.
وقال ابن عيينة: {المخبتين} /34/: المطمئنين.
وقال ابن عباس: {في أمنيته} /52/: إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته، ويقال: أمنيته قراءته، {إلا أماني} /البقرة: 78/: يقرؤون ولا يكتبون.
وقال مجاهد: {مشيد} /45/: بالقصة.
وقال غيره: {يسطون} /72/: يفرطون، من السطوة، ويقال: {يسطون} يبطشون.
{وهدوا إلى الطيب من القول} /24/: ألهموا.
قال ابن عباس: {بسبب} /15/: بحبل إلى سقف البيت. {وهدوا إلى الطيب} ألهموا إلى القرآن.
{تذهل} /2/: تشغل.
234 - باب: {وترى الناس سكارى} /2/.
4464 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار، قال: يارب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد). فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، ثم قال: (ثلث أهل الجنة). فكبرنا، ثم قال: (شطر أهل الجنة). فكبرنا.
قال أبو أسامة، عن الأعمش: {ترى الناس سكارى وماهم بسكارى}. وقال: (من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين).
وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية: {سكرى وماهم بسكرى}.
[3170]
235 - باب: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة}.
إلى قوله: {ذلك هو الضلال البعيد} /11، 12/. {أترفناهم} /المؤمنون: 33/: وسعناهم.
4465 - حدثني إبراهيم بن الحارث: حدثنا بن أبي بكير: حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
{ومن الناس من يعبد الله على حرف}. قال: كان الرجل يقدم المدينة، فإن ولدت امرأته غلاما، ونتجت خيله، قال: هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله، قال: هذا دين سوء.
236 - باب: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} /19/.
4466 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي ذر رضي الله عنه:
أنه كان يقسم فيها: إن هذه الآية: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}. نزلت في: حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه، يوم برزوا في يوم بدر.
رواه سفيان، عن أبي هاشم. وقال عثمان: عن جرير، عن منصور، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز: قوله.
[3748]
4467 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال: حدثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. قال قيس: وفيهم نزلت: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}. قال هم الذين بارزوا يوم بدر: علي وحمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
[3747]
237 - باب: تفسير سورة المؤمنين.
قال ابن عيينة: {سبع طرائق} /7/: سبع سماوات. {لها سابقون} /61/: سبقت لهم السعادة. {قلوبهم وجلة} /60/: خائفين.
قال ابن عباس: {هيهات هيهات} /36/: بعيد بعيد. {فاسأل العادين} /113/: الملائكة. {لناكبون} /74/: لعادون. {كالحون} /104/: عابسون.
وقال غيره: {من سلالة} /12/: الولد، والنطفة السلالة. والجنة والجنون واحد. والغثاء الزبد، وما ارتفع عن الماء، ومالا ينتفع به.
{يجأرون} /64/: يرفعون أصواتهم كما تجأر البقرة. {على أعقابكم} /66/: رجع على عقبيه. {سامرا} /67/: من السمر، والجميع السمار، والسامر ها هنا في موضع الجمع. {تسحرون} /89/: تعمون، من السحر.
238 - باب: تفسير سورة النور.
{من خلاله} /43/: من بين أضعاف السحاب. {سنا برقه} /43/: الضياء. {مذعنين} /49/: يقال للمستخذي مذعن. {أشتاتا} /61/: وشتى وشتات وشت واحد.
وقال ابن عباس: {سورة أنزلناها} /1/: بيناها.
وقال غيره: سمي القرآن لجماعة السور، وسميت السورة لأنها مقطوعة من الأخرى، فلما قرن بعضها إلى بعض سمي قرآنا.
وقال سعد بن عياض الثمالي: المشكاة: الكوة بلسان الحبشة.
وقوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} /القيامة: 17/: تأليف بعضه إلى بعض {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} /القيامة: 18/: فإذا جمعناه وألفناه فاتبع قرآنه، أي ما جمع فيه، فاعمل بما أمرك وانته عما نهاك الله. ويقال: ليس لشعره قرآن، أي تأليف.
وسمي الفرقان، لأنه يفرق بين الحق والباطل. ويقال: للمرأة: ما قرأت بسلا قط، أي لم تجمع في بطنها ولدا. وقال: {فرضناها} /1/: أنزلنا فيها فرائض مختلفة، ومن قرأ: {فرضناها} يقول فرضنا عليكم وعلى من بعدكم.
قال مجاهد: {أو الطفل الذين لم يظهروا} /31/: لم يدروا، لما بهم من الصغر.
وقال الشعبي: {غير أولي الإربة} /31/: من ليس له أرب، وقال طاوس: هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء. وقال مجاهد: لا يهمه إلا بطنه، ولا يخاف على النساء.
239 - باب: قوله عز وجل: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين} /6/.

4468 - حدثنا إسحاق: حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني الزهري، عن سهل بن سعد:
أن عويمرا أتى عاصم بن عدي، وكان سيد بني عجلان، فقال: كيف
تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل، فسأله عويمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره المسائل وعابها، قال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فجاء عويمر فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك). فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها، ثم قال: يا رسول الله، إن حبستها فقد ظلمتها، فطلقها، فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انظروا، فإن جاءت به أسحم، أدعج العينين، عظيم الأليتين، خدلج الساقين، فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها. وإن جاءت به أحيمر، كأنه وحرة، فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها). فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر، فكان بعد ينسب إلى أمه.
[413]
240 - باب: {والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين} /7/
4469 - حدثني سليمان بن داود أبو الربيع: حدثنا فليح، عن الزهري،
عن سهل بن سعد:
أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله، أرأيت
رجلا رأى مع امرأته رجلا، أيقتله فتقتلونه، أم كيف يفعل؟ فأنزل الله فيهما
ما ذكر في القرآن من التلاعن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قضى الله فيك وفي امرأتك). وكانت حاملا، فأنكر حملها، وكان ابنها يدعى إليها، ثم جرت السنة في الميراث: أن يرثها وترث منه، ما فرض الله لها.
[413]
241 - باب: {ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين} /8/.

4470 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام بن حسان: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس:
أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك ابن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (البينة أو حد في ظهرك). فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (البينة وإلا حد في ظهرك). فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينزلن الله ما يبرىء ظهري
من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه: {والذين يرمون أزواجهم - فقرأ حتى بلغ - إن كان من الصادقين}. فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليها، فجاء هلال فشهد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب). ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا: إنها موجبة. قال ابن عباس: فتلكأت ونكصت، حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت: لاأفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء). فجاءت به كذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا ما مضى من كتاب الله، لكان لي ولها شأن).
[2526]
242 - باب: قوله: {والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين} /9/.

4471 - حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى: حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، وقد سمع منه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رجلا رمى امرأته، فانتفى من ولدها، في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا كما قال الله، ثم قضى بالولد للمرأة، وفرق بين المتلاعنين.
[5000، 5005 - 5009، 5034، 5035، 6367]
243 - باب: قوله: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} /11/.
{أفاك} / الشعراء: 222/ و/الجاثية: 7/: كذاب.
244 - باب: قوله:
{ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين. لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} /12، 13/.
4473 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله مما قالوا، وكل حدثني طائفة من الحديث، وبعض حديثهم يصدق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض، الذي حدثني عروة عن عائشة رضي الله عنها:
أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه، قالت عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل، ودنونا من المدينة قافلين، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحيلي، فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم، إنما تأكل العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فأممت منزلي الذي كنت به، وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأدلج فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حين أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة، حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله
ابن أبي ابن سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لاأشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: (كيف تيكم).
ثم ينصرف، فذاك الذي يريبني ولا أشعر، حتى خرجت بعد ما نقهت، فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع، وهو متبرزنا، وكنا لانخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط، فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، فانطلقت أنا وأم مسطح، وهي ابنة أبي رهم بن عبد مناف، وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح ابن أثاثة، فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي قد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا، قالت: أي هنتاه، أو لم تسمعي ما قال؟ قالت: قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم - تعني - سلم ثم قال: (كيف تيكم).
فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، قالت: فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت: يابنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة، عند رجل يحبها، ولها ضرائر إلا كثرنا عليها.
قالت: سبحان الله، ولقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي، يستأمرهما في فراق أهله، قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود، فقال: يارسول الله، أهلك وما نعلم إلا خيرا.
وأما علي بن أبي طالب فقال: يارسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: (أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك).
قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إني رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي ابن سلول، فقالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: (يامعشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي).
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يارسول الله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج، أمرتنا ففعلنا أمرك.
قالت: فقام سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد: كذبت لعمر الله، لاتقتله ولا تقدر على قتله.
فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد، فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين.
فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت.
قالت: فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، قالت: فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما، لا أكتحل بنوم، ولا يرقأ لي دمع، يظنان أن البكاء فالق كبدي، قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي، فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي، قالت: فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس، قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني.
قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس، ثم قال: (أما بعد، يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه).
قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي، حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فقلت، وأنا جارية حديثة السن لاأقرأ كثيرا من القرآن: إني والله لقد علمت: لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة، والله يعلم أني بريئة، لا تصدقونني بذلك، ولأن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني، والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}.
قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، قالت وأنا حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها.
قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولاخرج أحد من أهل البيت، حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات، من ثقل القول الذي ينزل عليه.
قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها: (ياعائشة، أما الله عز وجل فقد برأك).
فقالت أمي: قومي إليه، قالت: فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز وجل، وأنزل الله: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه}. العشر الآيات كلها، فلما أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لاأنفق على مسطح شيئا أبدا، بعد الذي قال لعائشة ماقال، فأنزل الله: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}.
قال أبو بكر: بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لاأنزعها منه أبدا، قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب ابنة جحش عن أمري، فقال: (يا زينب ماذا علمت، أو رأيت).
فقالت: يارسول الله، أحمي سمعي وبصري، ماعلمت إلا خيرا، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلمت فيمن هلك من أصحاب الإفك.
[2453]
245 - باب: قوله: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم} /14/.
وقال مجاهد: {تلقونه} /15/: يرويه بعضكم عن بعض. {تفيضون} /يونس: 61/ و/الأحقاف: 8/: تقولون.
4474 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سليمان، عن حصين، عن أبي وائل، عن مسروق، عن أم عائشة أنها قالت:
لما رميت عائشة خرت مغشيا عليها.
[2453]
246 - باب: {إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} /15/.

4475 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام: أن ابن جريج أخبرهم: قال ابن أبي مليكة:
سمعت عائشة تقرأ: إذ تلقونه بألسنتكم.
[3913]
247 - باب: {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم} /16/.
4476 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال: حدثني ابن أبي مليكة قال:
استأذن ابن عباس، قبل موتها، على عائشة، وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثني علي، فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وجوه المسلمين؟ قالت: ائذنوا له، فقال كيف تجدينك؟ قالت: بخير إن اتقيت، قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء. ودخل ابن الزبير خلافه، فقالت: دخل ابن عباس، فأثنى علي، ووددت أني كنت نسيا منسيا.
حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد: حدثنا ابن عون، عن القاسم: أن ابن عباس رضي الله عنه استأذن على عائشة نحوه، ولم يذكر: نسيا منسيا.
[3560]
248 - باب: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا} /17/.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar